القرضاوي يحمّل القمة العربية مسؤولية الدفاع عن الأقصى

.

القرضاوي يحمّل القمة العربية مسؤولية الدفاع عن الأقصى

القمة العربية 2010
عمرو توفيق-موقع القرضاوي/27-3-2010

حمّل فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القمة العربية المقبلة في مدينة سرت الليبية مسؤولية المسجد الأقصى الذي يتعرّض للاعتداءات الإسرائيلية، داعيًا القادة العرب إلى الإعلان عن دعم المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة فلسطين في ظل التعنت الإسرائيلي ورفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة.

وقال القرضاوي خلال خطبة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب: لي كلمة إلى القمة العربية التي تنعقد قريبًا في ليبيا، أخاطب خلالها قادة العرب وحكامهم وزعماءهم، فالأمة تحمّلهم أمام الله عز وجل وأمام شعوبهم وأمام التاريخ المسؤولية الكاملة عن المسجد الأقصى المبارك، الذي يتعرّض للتهويد ومخاطر الهدم وجميع البلايا والشرور على يد الاحتلال الصهيوني الغاشم.

وأضاف:لا ندري في هذه اللحظات ماذا يحدث لأولى القبلتين وثالث الحرمين الأقصى المبارك، فالمخاطر محدقة، والاعتداءات متصاعدة، وقد نستيقظ يومًا لنراه وقد انهار وأصبح أثرًا بعد عين، وحل محله هيكل اليهود المزعوم، وهو يتعرض للهدم الآن، فلا ندري ماذا يفعلون فوقه وماذا يفعلون تحته من شبكات الأنفاق العميقة.

وتابع: كل ذلك والأمة غافلة ولاهية، فالأقصى يتعرّض للأخطار ويوجد الآن نحو 60 كنيساً بني حوله وآخرها كنيس الخراب، نسأل الله أن يجعله خرابًا عليهم، وأن يخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، كما فعل في يهود بني النضير، في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الكنيس علامة عندهم على زوال المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم الذي يبحثون عن أي أثر له من عام 1967 ولم يجدوا شيئًا حتى الآن. كما نراهم ينتهكون حرمة الأقصى ويمنعون المصلين من دخوله، ويسمحون فقط لكبار السن فوق 50 عامًا، وبأي حق يمنعون الناس من الصلاة في مسجدهم ودخول مدينتهم.

وأردف: ما عاد اليهود يهتمون بشيء، لأننا نتفرّج ونصمت ولا نحرّك ساكنًا، وقد كان الناس من قبل يغضبون وينتفضون لانتهاك الحرمات والمقدسات، ولا يرضون بظلم أو هوان، وقد هاج العالم الإسلامي في المشارق والمغارب عند حرق جزء من منبر صلاح الدين داخل الأقصى عام 1969م وكان من أخطر الأيام على دولة الاحتلال لما ظهر من غضبة عارمة في العالم الإسلامي، لكن الآن المسجد بأسره معرّض للخطر ومهدّد بالانهيار في كل لحظة؛ والأمة لا تفعل شيئاً وتراقب من بعيد كأن الأمر لا يعنيها، وقادة الأمة الذين حمّلهم الله المسؤولية عن حماية المقدسات والأرض والعرض لا يفعلون شيئاً وينتظرون أن تتصدّق عليهم أمريكا واليهود وتعيد إليهم الأرض والمقدسات، وهذا من عجائب الزمن.

وشدّد القرضاوي على أن الحقوق لا يمكن استعادتها إلا بالقوة، خاصة إذا كان الطرف الآخر معروفاً بالخبث والدهاء، وقال: يا قوم اقرؤوا التاريخ والواقع وانظروا هل يمكن أن تأتي الحرية والعزة والكرامة إلا بالقوة، فلا يمكن أن تأتي الحرية من اليهود وهم أبخل الناس وأحرصهم على حياة، وهم الذين قال الله عز وجل فيهم "أم لهم نصيب من الملك فإذن لا يأتون الناس نقيرًا"، فكيف لهؤلاء البخلاء الخبثاء أن يقدّموا لنا دولة كاملة دون ثمن بالمجان، من عند أنفسهم دون مجاهدة من أحد.

وأضاف: إذا لم تجاهد الأمة ولم تقاوم ولم تؤد ما عليها، فلن تأخذ شيئًا، إذا لم تجاهد الأمة فلن تستعيد أرضها ومقدساتها، وتشعر بعزتها وكرامتها، وقديما قالوا: إن ما أخذ بالقوة لا يسترّد إلا بالقوة، وقد اغتصب اليهود فلسطين بالقوة والإرهاب والمجازر الوحشية وترويع الأبرياء، ولن تعود إلا بالقوّة والإيمان واليقين في الله عز وجل.

ودعا الزعماء العرب إلى الإعلان عن تأييد المقاومة كخيار استراتيجي لحل القضية، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي ورفض التفاوض المباشر وغير المباشر، والاستمرار في بناء المغتصبات، وقال: نريد من قادة الأمة أن يكونوا في صف المقاومة، وأن يعلنوها بصراحة أن فلسطين لن تعود إلا بالمقاومة، لكن للأسف بعضهم يتآمر على المقاومة، ويريد أن يستمرّ في التفاوض العبثي الذي لن يجدي.

وأضاف: لقد قرّروا الدخول في المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الصهيوني، لكن نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال صفعهم بقوة، وقال: إن بناء المستوطنات في القدس مثل بنائها في تل أبيب، وإذا أصرّ الفلسطينيون على وقف الاستيطان فلا تفاوض مباشراً أو غير مباشر، ولكن للأسف مع ذلك نرى من يريد الاستمرار في لعق الأحذية والاستمرار في هذا العبث، لذلك ندعو قادتنا المسؤولين عن الأمة ونناديهم أن يقفوا لمرة واحدة بقوة في صف واحد ويساندوا أهلنا المستضعفين في فلسطين، ويقولوا بأعلى صوتهم نؤيد المقاومة ما دامت إسرائيل متعنتة وترفض المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وما دامت مستمرة في بناء المستوطنات.

كما دعا الشعوب المسلمة إلى دعم المقاومة الفلسطينية ومقاطعة البضائع الأمريكية والداعمة للاحتلال الصهيوني، وقال: كما ندعو المسلمين للوقوف مع أهلنا في فلسطين والوقوف ضد اليهود المغتصبين الذين يريدون اغتصاب أرضنا من النيل إلى الفرات، وعليهم على أقل تقدير تفعيل مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية وكل من يعاون الاحتلال، خاصة أن لهذه المقاطعة مفعولاً مؤثراً جدًا على الشعوب الغربية التي تهتم بمصالحها الاقتصادية قبل كل شيء.

ومن ناحية أخرى أشاد القرضاوي بقرار الجماهيرية الليبية بالإفراج عن أكثر من 200 من المعتقلين الإسلاميين، معتبرًا القرار يصبّ في مصلحة الأمة وتوحيد الشعوب، وجسر الفجوة بين الشعوب والحكام.

وقال: أرحّب بشدة بقرار قائد الجماهيرية الليبية الأخ العقيد معمر القذافي وأشكره على قراره الشجاع، وهو أمر ليس بالجديد عليه، فقد سبق من حوالي 8 سنوات وأن شفعت عنده في مجموعة محكوم عليها بالإعدام، وقلت له إن كل شيء يمكن استدراجه إلا الإعدام وإراقة الدماء، وقد كان كريمًا وألغى الحكم ثم أفرج عنهم فيما بعد، ومن المنتظر أن يتم الإفراج عن أعداد أخرى قريبًا إن شاء الله.

وأضاف: نسعد ونرحّب بمثل هذه القرارات الحكيمة التي تصب في النهاية في عملية المصالحة بين الشعوب والحكام، وتوحيد صف الأمة ضد أعدائها، وفي الوقت ذاته نستنكر من يقومون يوميًا باعتقال الأبرياء وتحويلهم إلى المحاكمات العسكرية وهم من المدنيين، وهو ما يسبّب حالة احتقان في المجتمع.

واعتبر أن الشقاق بين الشعوب والحكام يساهم في ضعف موقف الأمة أمام أعدائها، مضيفًا: كل ذلك يصبّ في مصلحة أعدائنا، فلماذا نحارب بعضنا بعضاً في العراق والصومال والسودان وباكستان، ولماذا لا نوجّه قوانا ضد أعدائنا، نأمل أن تعيد الأمة قوتها وتجمع صفها كما قال تعالى: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص".

وكان القرضاوي قد واصل خلال خطبته سلسلة شرح أسماء الله الحسنى من خلال آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حيث شرح في وقت سابق أسماء الله والرحمن الرحيم ورب العالمين والحكيم والحي والعزيز، فيما خصص هذه الخطبة لاسم الله عز وجل الحكم العدل.

وأوضح أن الحكم هو الله عز وجل الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة، وأنه لا رادّ لحكمه ولا معقب على قضائه، وأن حكمه قدري وشرعي، وقدّم عدة أمثلة وأدلة من القرآن والسنة على حكم الله تبارك وتعالى، مؤكدًا أن اسم الحكم يرتبط به اسم العدل، فالله عز وجل يحكم بالعدل، مستشهدًا بآيات الكتاب العزيز الذي يؤكد أن الله عز وجل عدل لا يظلم أحدًا.

نقلا عن موقع جريدة الراية القطرية

0 التعليقات:

إرسال تعليق


واجبنا تجاه الاقصى ...د. صلاح سلطان

الاقصى يستغيث

الاقصى يستغيث

الاقصى يستغيث

الاقصى يستغيث

دافع عن الاقصى

كشف المستور على الجزيره

كشف المستور على الجزيره

الجزيره كشف المستور عن الوثائق السريه

السلطة الفلسطينه تفاوض على ترك حى الشيخ جراح الملاصق للمسجد الاقصى