الأخ الكريم/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بخصوص السؤال الأول، فالمسجد الأقصى وبيت المقدس مكان واحد، والمقصود منهما المساحة الواقعة داخل السور، والتي يبلغ مساحتها 144000 متر مربع، والأحاديث أو الآيات الواردة في المسجد الأقصى هي ذاتها على بيت المقدس، وبيت المقدس أي البيت المُقدسُ، وهو بلا شك مقدس لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين.
وأما قضية بناء المسجد الأقصى وتاريخه، فقد تمت الإجابة لعيه على هذا الرابط: وأما باقي الأسئلة فأظن أنني أجبت عليها، وذلك في استشارة سابقة
عنوان السؤال | ماذا كانت القدس قبل الإسلام ؟؟؟؟ | السؤال | أستاذي العزيز الدكتور راغب نعلم جميعًا أن مدينة القدس أو بيت المقدس أو أورشليم مدينة مقدسة لدى اليهود والنصارى وكذلك المسلمين ولكن أرجو من سيادتكم أن توضح لنا بمزيد من التفصيل ماذا كانت القدس قبل أن يفتحها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ وماذا كان اسمها؟ وماذا كان يمثل المسجد الأقصى لعموم النصارى في ذلك الوقت ؟وأين صلى النبي-ص- في رحلة معراجه مع أن المسجد الموجود الآن بناه عمر ؟ وهل كانوا يستخدمونه للعبادة (ككنيسة ) ؟ وهل يجح إليه اليهود والنصارى ويستخدمونه قبلة لهم في هذا الزمان ؟ نرجوا الإجابة وجزاكم الله عنا خير الجزاء | تاريخ الإضافة | 1-12-2009 |
الإجابة | الحقيقة أن تاريخ القدس أو بيت المقدس هو تاريخ للأمم جميعًا، فما من أمة إلا وكان لها محطة تاريخية بارزة في فلسطين عامة والقدس خاصة؛ ونظرًا لأننا لسنا في موضع إسهاب فسنورد الأحداث سريعًا دون تعقيب حتى الفتح العمريّ لها، ونلفت العناية أننا أسهبنا في تاريخ فلسطين عامة والقدس خاصة ضمن محاضرات برنامجي "خط الزمن - قصة فلسطين"، وبرنامج "فلسطين حتى لا تكون أندلسًا أخرى"، وبرنامج "فتح فلسطين"، وكل هذه البرامج وأكثر تجدونها على موقع قصة الإسلام. ومدينة القدس أو أورشليم أو مدينة السلام أو بيت المقدس من أقدم المدن التي عرفها التاريخ قبل خمسة آلاف عام، أي ثلاثة آلاف قبل الميلاد، وأول من سكنها هم اليبوسيون، وهم من بطون القبائل الكنعانية العربية، التي نزحت إلى القدس في 2500 ق.م وعمروها بالمنازل والقلاع وأحاطوها بالأسوار، مما زاد من منعتها. والجدير بالذكر أن ملك اليبوسيين كان من الموحدين، كما أن المكان الذي كان يتعبد فيه لربه هو نفسه الموقع الذي كان يتعبد فيه النبي سليمان عليه السلام، ونظرًا لقوة العلاقة بين مصر والقدس في ذلك الوقت من حيث التبادل التجاري فقد زادت أطماع المصريين فيها حتى تمت السيطرة المصرية عليها في النصف الأول من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وظل الوضع في القدس بين الاستقرار والاضطراب حتى طمع بنو إسرائيل فيها، فقاموا بعدة حملات حتى تم لهم احتلالها والسيطرة عليها، وذلك في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وأطلقوا اسم يبوس على مدينة القدس. وقد دخل سيدنا داود مدينة القدس سنـة 1000 ق. م وسماها مدينة داود، وبعد وفاة النبي داود خلفه النبي سليمان، وما إن مات سليمان -عليه السلام- حتى انقسمت الدولة إلى مملكة يهوذا في الجنوب، ومملكة إسرائيل في الشـمال وعـاصمتها نابلس، وفي هذا الوقت عرفت المدينة باسم أورشليم. استمرت السيطرة اليهودية على القدس منذ عهد داود -عليه السلام- حوالي 1000 سنـة ق. م إلى أن استولى عليها بختنصر ملك فارس سنة 586 ق. م، وذلك بعد تمرد ملك القدس اليهودي، حيث حاصرها بختنصر القدس واحتلها وأحرق الهيكل وأسر آلاف السكان، وهو ما يُعرف بالسبي البابلي، وقد جعل القدس أكوامًا من الأنقاض وانتهت أسرة داود عليه السلام. وبعد أن استولى الفرس بقيادة كورشي على بلاد الشام سمح لليهود عام 538 ق.م بالعودة للقدس، وقد بقيت القدس تحت الحكم الفارسي حتى احتلها الإسكندر المقدوني سنة 332 ق. م، وبعد موته خضعت القدس للبطالسة في مصر، ثم للسلوقيين في سوريـا سنـة 198 ق. م. ظلت القدس في فتن واضطرابات خلال الحكم اليوناني حتى احتلهـا الرومان سنة 63 ق. م على يد بومبى، وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومـانية. وفي عام 40 ق. م استولى الفرس على القدس مرة أخرى، ولكن الرومان استردوهـا عام 38 ق. م، وعندما انقسم الرومان سنـة 395م إلى قسمين، كانت فلسطين تابعة للدولة الشرقية، وكانت القدس ضمن محافظة فلسطين التي كانت عاصمتها قيسارية . قام اليهود عام 132م بثورة عارمة بالقدس، ولكن الإمبراطور هدريان أقام المذابح ضدهم وأخمد ثورتهم، وسمَّى مدينة القدس إيليا كابيتولينا. يُذكر أن الرومان قد دمروا القدس مرتين: الأولى سنة 70م على يد تيطس، والثانية على يد هدريان سنة 135م، وبعد ذلك انقطع تواجد اليهود في القدس لمدة ألف سنة، لم يسكنها يهودي واحـد. وخـلال خمسة قرون أخرى تلتها لم يكن بالقدس أكثر من خمسين يهوديًّا، ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين 306- 337م المسيحية، جعلها الديانة الرسمية للدولة، وأعاد إلى القدس اسم أورشليم سنة 332م، وجاءت والدته هيلانة إلى القدس، وقامت ببناء كنيسة القيامة سنة 335م؛ لذلك كان المسجد الأقصى يمثل للنصارى الكعبة التي يحجون إليها ويزورون البيت المقدس بها. وساد الهدوء القدس ما بين 135م- 614م، حين غزتها جيوش الفرس المؤيدة بخمسة وعشرين ألف يهودي، فأحرقت كنيسة القيامة، ونهبت وهدمت الأديرة والكنائس في كل فلسطين، وكان لليهود اليد الطولى في النهب والدمار والفتن، وقُدِّر عدد القتلى المسيحيين في القدس بأكثر من ستين ألفًا، وقيل تسعين ألفًا، ولكن هرقل الرومي انتصر على الفرس سنة 627م. ظلت القدس في أيدي الرومان بعد أن استردوها من الفرس سنة 627م إلى أن فتحها المسلمون بقيادة عمر بن الخطاب سنة 15هـ / 636م. ويُعدّ المسجد الأقصى مكانًا مقدسًا لدى أتباع الديانات السماوية الثلاثة؛ فللمسجد الأقصى أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإلى بيت المقدس يحج النصارى، وفيه يعتقد اليهود بهيكلهم المزعوم، وإليه يحجون. أما عن المكان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء، فهو المصلى الجنوبي بالمسجد الأقصى؛ لذلك يسمى بمحراب النبي أو بمحراب عمر بن الخطاب؛ لأنه نفس المكان الذي صلى فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. |
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق