الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيرًا على هذا السؤال، ونسأل الله أن يحرر المسجد الأقصى وفلسطين بكاملها من أيدي الصهاينة المغتصبين. فإن للمسجد الأقصى مكانة دينية كبيرة في نفوس المسلمين جميعًا؛ فهو ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في بناء سيدنا إبراهيم عليه السلام للمسجد الأقصى، على نحو ما هو معروف في اختلافهم في بنائه للمسجد الحرام؛ فعلى رأي أن إبراهيم عليه السلام هو من بنى المسجد الأقصى -وذلك بعد تعميره المسجد الحرام بأربعين سنة- فإنه لم يبنه إلا ليتخذه مسجدًا يعبد الله فيه، هو والمؤمنون من بعده، والمعروف تاريخيًّا أن إبراهيم عليه السلام جاء إلى فلسطين مهاجرًا وليس مستوطنًا، وقد ولد له نبي الله إسحاق وإسماعيل، ومن بعدهم ولد يعقوب ويوسف عليهم السلام "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ" (آل عمران: 34). وكان المسجد الأقصى دار عبادتهم يتقربون فيه إلى الله عز وجل، وقد حدث أن يوسف عليه السلام دعا أباه يعقوب وإخوته ليرحلوا إلى مصر ليعيشوا معه فيما مكَّنه الله من الملك، وظل المسجد الأقصى قبلتهم في العبادة والصلاة، وبمرور الزمن تكاثرت أعدادهم وأصبحوا يشكلون قوة في البلاد، وبعد تمكن الفراعنة منهم أذاقوهم ويلات العذاب والهوان، فكانت هجرتهم إلى فلسطين مرة أخرى مع نبي الله موسى عليه السلام، ثم قصتهم المعروفة في التيه ودخولهم فلسطين مع النبي يوشع عليه السلام، وظل بهم الأمر حتى جاء داوود عليه السلام ودخل مدينة القدس سنـة 1000 ق.م وسماها مدينة داود، وبعد وفاة النبي داود خلفه النبي سليمان حوالي 963 ق.م، والذي جدد بناء المسجد الأقصى ولم يبنِ الهيكل المزعوم الذي يدعيه الصهاينة، وما إن مات سليمان عليه السلام حتى انقسمت الدولة إلى مملكة يهوذا في الجنوب ومملكة إسرائيل في الشـمال وعـاصمتها نابلس، وفي وقت تواجد اليهود في فلسطين كان المسجد الأقصى هو قبلتهم ومكان عبادتهم، ومع تفرق اليهود وتمزق شملهم ضعفت دولتهم، وقد خضعت فلسطين في ذلك الوقت تحت حكم القوى العالمية في ذلك الوقت، وبالطبع أذاقوا اليهود من المذلة والمهانة ما لم يروه من قبل، جزاء غدرهم وعنادهم وكفرهم، واستمر الوضع على هذا الحال حتى اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية سنة 324م، وجعلها الديانة الرسمية للدولة، وجاءت والدته هيلانة إلى القدس وقامت ببناء كنيسة القيامة سنة 335م، فعادت للمسجد الأقصى مكانته وقدسيته. وفي عام 620م يعني في السنة العاشرة وقيل الحادية عشرة من البعثة، كانت رحلة الإسراء والمعراج، وقد صلى النبي محمد بالأنبياء والمرسلين فكانت أعظم صلاة في التاريخ في المسجد الأقصى، وفي سنة 15هـ/ 636م جاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ليتسلم مفاتيح بيت المقدس، الذي ظل منارة إسلامية شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية ومعايشتها مع كل الأديان، رغم ما مر بالأقصى من أحداث واعتداءات. ولمزيد من التفاصيل يرجى منك الاستماع إلى حلقات برنامج خط الزمن (قصة فلسطين). |
0 التعليقات:
إرسال تعليق