التحذير من تطويق المسجد الأقصى بالحدائق التلمودية بهدف تهويده
حذّرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، ومقرها مدينة أم الفحم، من مخاطر وتبعات ما تنتهجه المؤسسة الاحتلالية من مسابقتها للزمن والعمل المتواصل على تطويق المسجد الأقصى المبارك بالحدائق التلمودية ضمن مخطط تهويد القدس ومحيط المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت، في بيان لها اليوم الخميس (22-4)، أن الاحتلال يركّز أعماله منذ وقت بالاستيلاء على أراضٍ واسعة هي في أغلبها أراضي وقف إسلامي، وتنفيذ أعمال إنشائية واسعة وجُدرٍ وبستنة، خاصة في المنطقة الواقعة شرقي المسجد الأقصى، وتحديداً في منطقة منحدرات وادي الجوز ووادي قدرون وهي المنطقة الممتدة بين مفرق الصوانة ووادي سلوان.
وأوضح البيان أن هذا المشروع التهويدي يأتي ضمن خطة متكاملة بتطويق المسجد الأقصى بتسعة حدائق قومية تلمودية تطلق عليها مسميات "توراتية"، وهو مشروع تهويدي يشكل خطرا على المسجد الأقصى بشكل خاص ومدينة القدس عامة.
وجاء في بيان مؤسسة الأقصى، والمُوثّق بالصور الفوتوغرافية، أن الاحتلال يواصل بشكل سريع هذه الأيام فرض وقائع على الأرض وينفّذ مشاريع تهويدية خطيرة جداً، ويقوم في هذه الأثناء بأعمال إنشائية واسعة في منطقتين تقعان شرقي المسجد الأقصى: المنطقة الأولى تقع في منحدر وادي الجوز، بدءاً من مفرق الصوانة أسفل منطقة "الحسبة" وامتداداً مع وادي الجوز تصل إلى منطقة الكنيسة الجثمانية، وتشمل الأعمال تغييرات في جغرافية الموقع، ثم بناء جُدرٍ استنادية متدرجة مع حجارة خاصة، ثم ملء الفراغات الأرضية الناتجة بالتراب ومن ثم زرع الأرض بالورديات والبصليات، وكذلك شجر الزيتون الكبير والصغير، رغم أن المنطقة مزروعة بأشجار الزيتون منذ عشرات السنين.
كما ويقوم الاحتلال مباشرة برسم وتحديد مسارات سياحية داخل هذه المنطقة تبدأ من منحدرات جبل المشارف شرق شمال المسجد الأقصى ومدينة القدس وتتواصل إلى المنطقة المذكورة، ويشارك في الأعمال عشرات العمال والعديد من أدوات العمل الثقيلة والخفيفة.
ولفت بيان مؤسسة الأقصى إلى أنه سبق هذه الإعمال أعمال تسييج للمنطقة بجدار طويل مع سياج حديدي ومنع الدخول إلى المنطقة، علما أن هذه المنطقة الممتدة على مساحة عشرات الأمتار تتبع إلى وقف إسلامي ذري لآل الأنصاري في القدس.
أمّا المنطقة الثانية التي يتركز فيها العمل في المشروع التهويدي فهي منطقة منحدر وادي قدرون، وهي تسمية كنعانية للموقع، والممتد من مفرق نزلة الأسباط يمينا باتجاه الأرض الواقعة أسفل الكنيسة الجثمانية وكنيسة "ستنا مريم" وهو المنحدر الواقع شرق المسجد الأقصى ومقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى، ويمتد العمل في المنطقة هذه إلى وادي سلوان ويصل إلى حدود منطقة حي البستان، ويستمرّ العمل في هذه المساحة الممتدة على عشرات الدونمات بشكل متسارع وكبير، حيث يتمّ أعمال جرف وتسوية لأجزاء واسعة من المنحدر، فيما يتمّ بناء جدر استنادية بشكل خاص، على شكل درج أرضي ترابي، حيث أجرت المؤسسة الاحتلالية في الموقع الكثير من التغييرات، ويشارك في العمل العديد من الجرافات الصغيرة والكبيرة ومضخات الباطون، فيما يتواصل العمل في هذه المنطقة في كثير من الأحيان إلى ساعات المساء والليل.
وأشار البيان أن الاحتلال، وضمن مخططه التهويدي لتطويق الأقصى بهذه الحدائق التلمودية يقوم بتغيير الأسماء العربية والإسلامية إلى أسماء عبرية ويدعي وجود بعض الآثار اليهودية في المنطقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق