"باب العمود" في القدس..علامة بارزة على عروبة المدينة تقهر الاحتلال
المصدر: خاص بموقع مدينة القدسرغم عشرات المشاريع والخطوات التي اتخذتها ونفذتها سلطات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة لتغيير معالمها العربية الإسلامية، ورغم الأموال الضخمة والهائلة التي تم صرفها لتحقيق هذه الأهداف، إلا أن أسوار القدس التاريخية، بأبوابها الممتدة والمحيطة بالقدس القديمة تبقى علامة بارزة تؤكد هوية المدينة وتقهر الاحتلال.
وتتجلى هوية المدينة الفلسطينية العربية الإسلامية بالمعلم الأبرز الذي يتمثل بالمسجد الأقصى الممتد على مساحة 144 دونما داخل البلدة القديمة، والذي تؤمه الجموع الفلسطينية التي أمكن لها الدخول إلى القدس من كل حدبٍ وصوب، وله أهمية كبيرة جداً في الديانة الإسلامية وهو آية في القرآن الكريم وأولى القبلتين للمسلمين وأحد أهم ثلاثة مساجد في العالم.
ومن المعالم الرئيسية البارزة في القدس القديمة ما تضمه وتحتويه من مقدسات إسلامية ومسيحية، ومن أبرزها وجود كنيسة القيامة ومكانتها وما تمثله للفلسطينيين والعالم بأسره باعتبارها أقدم الكنائس وأهمها.
من هنا أدرك قادة الاحتلال وقادة بلديتهم المتطرفة أهمية العمل على تغيير معالم المدينة في محاولة تهويدها بالكامل، وسعت إلى ذلك من خلال توظيف ودعم عشرات، إن لم يكن مئات المشاريع، واتبعت أساليب غير أخلاقية في وضع اليد والاستيلاء على العديد من العقارات والمباني في المناطق والشوارع القريبة من بوابات البلدة القديمة، خاصة بعد استهداف باب المغاربة ومنع الفلسطينيين من استخدامه للدخول أو الخروج من والى المسجد الأقصى، ومحاولات تهويد باب الخليل من خلال محاولات شراء شارع عمر بن الخطاب الذي يضم عقارات وفنادق ومتاجر فلسطينية في المنطقة.
والآن تسعى السلطات المحتلة إلى التضييق على التجار في منطقة باب العمود أو ما يعرف ببوابة دمشق، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة، والذي يعتبر شريان الحياة للمدينة، تمهيداً لتهويد هذه البوابة التي لم تستطع كل التغييرات التي أجرتها سلطات الاحتلال في المدينة من تغيير معالم هذه المنطقة التي عادة ما تعج بالمواطنين الفلسطينيين والسياح الأجانب الذين يؤمون الأماكن المقدسة داخل البلدة القديمة.
يقول المهندس مصطفى أبو زهرة عضو الغرفة التجارية الفلسطينية في القدس بأن مخططات الاحتلال مكشوفة ومفضوحة، وما اتخذته من قرارات بإغلاق منطقة باب العمود وشارع الواد، فضلاً عن محاولات هدم محال تجارية في باب العمود ما هي إلا محاولات لتهويد المنطقة بالكامل ومنع تدفق الفلسطينيين من هذه البوابة من والى البلدة القديمة.
وكانت بلدية الاحتلال أشعرت تجار القدس القديمة نيتها إغلاق المنطقة الممتدة من باب العمود وحتى شارع الواد وصولا إلى حائط البراق بالقرب من سوق السلسلة، وزعمت أنها ستجري أعمالاً في البنى التحتية للمنطقة، فيما يؤكد المواطنون بأن الهدف من الأعمال هو شق المزيد من الأنفاق واختتام الحفريات التي كانت بدأتها منذ سنوات تحت البلدة القديمة بربطها يبعضها البعض وفتح الأنفاق لتكون بمثابة شوارع وطرقات من منطقة مغارة سليمان القريبة من بوابة العمود وحتى حائط وباحة البراق.
ولفت المهندس أبو زهرة أن باب العمود يعتبر شريان الحياة للقدس سواء داخل أسوارها أو خارجها، مؤكداً أن الاحتلال يحاول وضع العراقيل والتضييق على المواطنين والقضاء على النشاط التجاري في القدس القديمة على وجه الخصوص ليتفرغ لتنفيذ مخططاته التهويدية فيها.
وكانت قضية الصراف "الكرد" الذي تقع محاله التجارية في الوجهة المقابلة لمدخل باب العمود فتحت الباب واسعا أمام سلطات الاحتلال والجمعيات اليهودية المتطرفة في محاولة لشراء أو وضع اليد بطريقة وبأخرى على هذه المحال وهي أسهل طريقة ممكنة لتهويد المدخل الرئيسي.
وكان المواطنون المقدسيون، الذين أودعوا فلوسا طائلة لدى الصراف الكرد، قبل أن يعلن إفلاسه، حذّروا أن تؤول هذه المحال إلى سلطات الاحتلال ا وإلى جمعيات يهودية استيطانية تحت طائلة مديونية الصراف.
أما مالك بعض المحال في المنطقة، وهو محمد أبو الضبعات فيؤكد حصوله على أوامر من بلدية الاحتلال تخطره فيها بأن عليه إخلاء محاله التجارية وحدّدت له اليوم الأحد موعدا أخيراً لذلك تمهيدا لهدمها.
ويقول مراقبون بأن عملية الهدم في حال بدأت فإنها لن تتوقف في المنطقة إلا بتجسيد مشاريع تهويدية تحت مسمّياتٍ مختلفة.
والسؤال هنا: ماذا بعد كل تلك القرارات العنصرية؟ وما هو الهدف الذي يلي عملية إغلاق المنطقة؟ وهل يبقى باب العمود فعلا علامة بارزة من معالم المدينة التي تؤكد هويتها؟ ويبقى رمزاً لقهر الاحتلال؟ وهل سيترك المقدسيون الاحتلال يتقدم في تنفيذ مخططاته لبلوغ هدفه الاستراتيجي والمتمثل بتهويد القدس القديمة بالكامل؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق