احتضن المسجد الأقصى المبارك، على مدار أيام عيد الأضحى المبارك الأربعة، آلاف العائلات الفلسطينية المقدسية، والتي انشغل الآباء والأمهات مع أطفالهم في التجوال في باحاته وساحاته ومُصلّياته، والتعرّف على معالمه ومرافقه المتعددة، فضلاً عن أداء الصلوات في رحابه الطاهرة.
وشوهد الأطفال وهم يمرحون في باحات الأقصى، كما شوهدت العائلات وهي تفترش أرض الساحات المُعشّبة وتحت الأشجار لتناول الطعام، فيما انشغل موظفو المسجد في متابعة ومراقبة الأطفال وتنظيف الساحات بشكل متتابع.
وساعدت أجواء وأحوال الطقس المشمسة والدافئة نسبياً العائلات للتوافد على المسجد المبارك، وخاصّة من ضواحي وبلدات وقرى المدينة.
ونظمت العديد من الجهات والمؤسسات رحلات جماعية من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م إلى المسجد المبارك، في الوقت الذي شهدت فيه المحال التجارية المتاخمة والملاصقة للمسجد حركة نشطة، وخاصّة المطاعم والمخابز ومحلات الحلوى.
في الوقت نفسه، تواجدت دوريات عسكرية وشرطية احتلالية راجلة ومحمولة، في مختلف شوارع وطرقات مدينة القدس، كما تم نشر المئات من عناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال وسط المدينة، وفي محيط وبوابات البلدة القديمة من القدس المحتلة وفي شوارعها وطرقاتها وأحيائها وأسواقها المؤدية إلى المسجد الأقصى، بالإضافة إلى وضع الحواجز الشرطية على مداخل المسجد المبارك وتفتيش المواطنين وأطفالهم.
وعن أجواء العيد في الأقصى، قال المواطن عبد الله سعيد، من بلدة السواحرة جنوب شرق القدس، إنه اعتاد في مثل هذه المناسبات تخصيص الجزء الأكبر من وقته لأفراد الأسرة عبر زيارة المسجد الأقصى، أولاً بهدف تمتين العلاقة بين أفراد العائلة، وخاصة الأطفال، مع المسجد، الذي يعني الكثير للمقدسيين بخاصة وللمسلمين بعامة، وثانياً لوفرة الباحات والساحات والمرافق المتعددة في المسجد الأقصى والتي لا تكلف العائلات أعباء مالية، فضلاً عن أجر الرباط والتواجد في ثالث المساجد التي تشدّ إليها الرّحال.
ولم يتمكن الحاج مصطفى محمد علي، 73 عاماً، من حبس دمعته حين استذكر مكانة المسجد الأقصى في السابق ومقارنتها في الوقت الحالي حيث يتعرض المسجد لأكبر حملة استهداف يهودية، ويقول انه يخشى أن يعود الأقصى بعد انقضاء أيام العيد المبارك وحيداً حزيناً وفريسة لليهود وسلطاتهم وجماعاتهم المتطرفة المتعددة، ويأمل أن يواظب المواطنون على التواجد والرباط في المسجد الأقصى للحفاظ عليه والتصدي لأي محاولة لاستهدافه.
أما الشيخ عكرمة صبري رئيس الهينة الإسلامية العليا فحثّ المواطنين ممن يستطيع الوصول إلى القدس بالتواجد والرباط وشدّ الرحال إلى الأقصى المبارك، محذراً من الابتعاد عنه بعد انقضاء أيام العيد، ولافتا إلى دعوات الجماعات اليهودية المكثفة لأنصارها وللجمهور الإسرائيلي باقتحام المسجد وأداء طقوسٍ تلمودية في باحاته، وخاصة مع بداية كل شهرٍ عبري، فضلاً عن تبعات اقتحامات رجالات شرطة ومخابرات الاحتلال للمسجد؛ الأمر الذي يثير الشكوك والشبهات حول مخططات الاحتلال في عمليات استهدافه للمسجد وللمصلين فيه.
وأمام الواقع المرير في القدس نتيجة إجراءات الاحتلال وحصاره للقدس، يكمن سؤال تردده ألسنة الكثير من أبناء المدينة العتيقة، ومُوجّه للجميع كل في موقعه، ومفاده هل يعود المسجد الأقصى، بعد انقضاء أيام عيد الأضحى، وحيداً وفريسةً لمخططات سلطات الاحتلال وجماعاتها اليهودية المتطرفة؟ أم أن الجميع أدرك خطورة ما يخططه الاحتلال من محاولات استهداف المسجد وتقسيمه في المرحلة الأولى تمهيداً للقضاء عليه خدمة لأسطورة وخرافة بناء الهيكل مكانه
0 التعليقات:
إرسال تعليق